هي من جمعتنا على طاولة واحدة فيما بعد.
هذا عذرها هي للهروب من سطوة أهلها ، بينما كان عذري الشوق.
صادف اليوم عيد ميلادها العشرون.
أنا شيء عتيق بالنسبة إليها في حال خضنا في فارق العمر!
ابتهجت الكتب والمكتبة والمجمع والعاملون والمتسوقون أجمع.
أستطيع أن أرى ابتسامتهم الواسعة.
كانوا مثلي.
سعداء لوجودها.
أصرّوا على أن يشاركوني الفرحة.
كلّ على طريقته الخاصة.
أجمل مافي الفرحة هي أنها تبتعد عن مظاهر التكلّف.
وحدهم الطيبون ، الجميلون و اللطفاء هم من نسعد لسعادتهم.
أكاد أجزم بأننا نستطيع دراسة لغة الجسد بوضوح تام في تلك الأجواء.
كان لقاء خجولا، يطغى عليه الاستحياء في معظم الوقت.
لا سيما هي.
لم تكن تكاد تتمالك نفسها من شدة الخجل!
أغرمت بها للحظتها.
استأذنت سريعا لتتوارى عن ذلك.
فعليا.لم يحن اللقاء بعد.
التقينا بعدها بهنيهات عند إحدى متاجر الحلويات المعروفة.
مازلت أذكر موقعه : في الدور الأرضي من المجمع ويقبع بالزاوية مزهو بعلامته التجارية.
هنا جميع الأفعال وردود الأفعال المريبة والعجيبة والتلقائية كانت حاضرة.
سكبَت القهوة على يديّ دون عمد.
تحدثتٌ عن دوستويفسكي السوداوي في لقاء غرام!
لم أكن أعلم بميلادها إلا متأخرا جدا.
وتلك معضلة لا تغفر في قاموس العشق.
بحثت عن هدية ملائمة وما وجدت إلا النص المحكم.
نص شاعري صادق عن ألف هدية ثمينة!
المفاجأة أن جميع المكتبات في ذلك اليوم، في ذلك التوقيت قد نفذت منها ظروف التهنئة، يبدو الأمر و كأنه مدبر!
الأمر الذي جعلني أتعثر بالمجيء فارغ اليد ولذلك أهدتيها رسالة حب دون ظرف!
في المقابل أهدتني ساعة جميلة وكأنها تحتفي بي وليس العكس!
شعرت حينها بالحرج لولا أنها احتوتني كما تفعل دوما.
آمنت للحظتها أن أجمل اللقاءات تلك التي لا تتقيد بنص أو ترتيب مسبق.
فقط الأعين هي من تتكلم.
شعرت حينها بالحرج لولا أنها احتوتني كما تفعل دوما.
آمنت للحظتها أن أجمل اللقاءات تلك التي لا تتقيد بنص أو ترتيب مسبق.
فقط الأعين هي من تتكلم.