لم يحن التاريخ بعد.
تبقّى فقط يومان وثلاث ساعات ونصف الساعة من هذا اليوم الفضيل.
حيث ولدت قبل غزو الكويت بثمانية عشر يوم.
وقبل توحيد ألمانيا بستّ وخمسين يوم.
وبعد الوحدة اليمنيّة المشؤومة بتسع وخمسين يوم.
هذا كل ما في الأمر.
أنا هنا حيث مفترق الطرق.
أنا هنا حيث الضباب ينقشع والغمامة تزول.
أنا هنا حيث أعتزل وحيدا لتقديم واجب العزاء لنفسي ودون مواساة أحد.
أنا هنا حيث أندب حظّي على ما سبق.
لطالما ترسّخت في ذهني تلك الصورة النمطيّة أن الثلاثين هو عمر الحكمة.
ولم أبلغها بعد.
لطالما تبنّيت ذلك المنظر الرجولي الآخاذ البالغ من العمر ثلاثين ونيّف.
وها أنذا أصله لكن دون ذلك المنظر.
وحده الشعر الأبيض هو من تجلّى المظهر.
أكتب الآن لنفسي دون غيري.
حيث أمارس عادتي ولكن بطريقة مختلفة.
في الحقيقة تجاوزت تلك المرحلة التي أخشى فيها النقد.
لم أعد أبالي كثيرا.
أصابني التبلّد مبكّرا.
ولذلك آثرت اليوم وفي هذا العمر المميّز بألاّ أمارسها بالسرّ وإنما أمام الملأ.
عادتي التي اعتدتها هي عادة منهكة.
تشعرني باللذّة لكن مرهقة.
حالما أنتهي منها أشعر بشعور مرهفة.
لا سيما عندما أقضي وطري المتعبة.
عادتي السرّية تبدأ بأسئلة متنوّعة عدا أن هذه المرّة متخصصّة :
ماذا أنجزت أيّها الأحمق؟
كيف تأثّرت وأثّرت أيّها الصعلوك المبعثر؟
إلا متى ستضلّ هكذا أيّها الحيوان المدلّل؟
متى يفترض بك أن تنضج أيّها الطفل المتكبّر؟
لماذا أنت زائدا على الحياة؟ ألا يفترض بك أن تموت؟
ولا أجيب.
عدا أنّي تصالحت مع نفسي مؤخرا.
صيّرتني الحياة بطباعها، تشكّلت على إثرها وغرارها كيفما تشاء.
مرّغتني بتجاربها المؤذية حتى اعتدت عليها.
نعم. التجارب مختلفة لكن أنا الآن أقوى مما كنت عليه في السابق.
أليس ذلك من الحكمة؟!
ما هي الحكمة يا ترى؟
تبقّى فقط يومان وثلاث ساعات ونصف الساعة من هذا اليوم الفضيل.
حيث ولدت قبل غزو الكويت بثمانية عشر يوم.
وقبل توحيد ألمانيا بستّ وخمسين يوم.
وبعد الوحدة اليمنيّة المشؤومة بتسع وخمسين يوم.
هذا كل ما في الأمر.
أنا هنا حيث مفترق الطرق.
أنا هنا حيث الضباب ينقشع والغمامة تزول.
أنا هنا حيث أعتزل وحيدا لتقديم واجب العزاء لنفسي ودون مواساة أحد.
أنا هنا حيث أندب حظّي على ما سبق.
لطالما ترسّخت في ذهني تلك الصورة النمطيّة أن الثلاثين هو عمر الحكمة.
ولم أبلغها بعد.
لطالما تبنّيت ذلك المنظر الرجولي الآخاذ البالغ من العمر ثلاثين ونيّف.
وها أنذا أصله لكن دون ذلك المنظر.
وحده الشعر الأبيض هو من تجلّى المظهر.
أكتب الآن لنفسي دون غيري.
حيث أمارس عادتي ولكن بطريقة مختلفة.
في الحقيقة تجاوزت تلك المرحلة التي أخشى فيها النقد.
لم أعد أبالي كثيرا.
أصابني التبلّد مبكّرا.
ولذلك آثرت اليوم وفي هذا العمر المميّز بألاّ أمارسها بالسرّ وإنما أمام الملأ.
عادتي التي اعتدتها هي عادة منهكة.
تشعرني باللذّة لكن مرهقة.
حالما أنتهي منها أشعر بشعور مرهفة.
لا سيما عندما أقضي وطري المتعبة.
عادتي السرّية تبدأ بأسئلة متنوّعة عدا أن هذه المرّة متخصصّة :
ماذا أنجزت أيّها الأحمق؟
كيف تأثّرت وأثّرت أيّها الصعلوك المبعثر؟
إلا متى ستضلّ هكذا أيّها الحيوان المدلّل؟
متى يفترض بك أن تنضج أيّها الطفل المتكبّر؟
لماذا أنت زائدا على الحياة؟ ألا يفترض بك أن تموت؟
ولا أجيب.
عدا أنّي تصالحت مع نفسي مؤخرا.
صيّرتني الحياة بطباعها، تشكّلت على إثرها وغرارها كيفما تشاء.
مرّغتني بتجاربها المؤذية حتى اعتدت عليها.
نعم. التجارب مختلفة لكن أنا الآن أقوى مما كنت عليه في السابق.
أليس ذلك من الحكمة؟!
ما هي الحكمة يا ترى؟