كتب فان غوخ رسالته الأخيرة أي قبيل انتحاره لصديقه ثيو معبرا عن البؤس الذي عاشه.
يقول : إلى أين تمضي الحياة بي؟ ما الذي يصنعه العقل بنا؟ أنه يفقدنا الأشياء بهجتها ويقودنا نحو الكآبة.
إنني أتعفن مللا لولا ريشتي وألواني هذه. أعيد بها خلق الأشياء من جديد .. كل الأشياء تغدو باردة وباهتة بعدما يطؤها الزمن .. ماذا أصنع؟ أريد أن ابتكر خطوطا وألوانا جديدة. غير تلك التي يتعثر بصرنا بها كل يوم.
ثم يختم رسالته ..
الأسود والأبيض يلونان الحياة بالرمادي. للرمادي احتمالات لا تنتهي : رمادي أحمر ، رمادي أزرق ورمادي أخضر.
التبغ يحترق والحياة تنسرب. للرماد طعم مر بالعادة نألفه ، ثم ندمنه كالحياة تماما : كلما تقدم العمر بنا غدونا أكثر تعلقا بها .. لأجل ذلك أغادرها وأنا في أوج اشتعالي .. ولكن لماذا؟ إنه الإخفاق مرة أخرى. لن ينتهي هذا البؤس أبدا.
وداعا يا ثيو .. سأغادر نحو الربيع.
يقول : إلى أين تمضي الحياة بي؟ ما الذي يصنعه العقل بنا؟ أنه يفقدنا الأشياء بهجتها ويقودنا نحو الكآبة.
إنني أتعفن مللا لولا ريشتي وألواني هذه. أعيد بها خلق الأشياء من جديد .. كل الأشياء تغدو باردة وباهتة بعدما يطؤها الزمن .. ماذا أصنع؟ أريد أن ابتكر خطوطا وألوانا جديدة. غير تلك التي يتعثر بصرنا بها كل يوم.
ثم يختم رسالته ..
الأسود والأبيض يلونان الحياة بالرمادي. للرمادي احتمالات لا تنتهي : رمادي أحمر ، رمادي أزرق ورمادي أخضر.
التبغ يحترق والحياة تنسرب. للرماد طعم مر بالعادة نألفه ، ثم ندمنه كالحياة تماما : كلما تقدم العمر بنا غدونا أكثر تعلقا بها .. لأجل ذلك أغادرها وأنا في أوج اشتعالي .. ولكن لماذا؟ إنه الإخفاق مرة أخرى. لن ينتهي هذا البؤس أبدا.
وداعا يا ثيو .. سأغادر نحو الربيع.
رغم كونه رساما ولا ينتمي للأدب بأي صلة إلا إنه كان مبدعا.
حقيقة الأمر.لا يستطيع المبدع من اعتاد على حياة مكررة إلا أن يكتب مثل تلك الرسالة.
تزيد أو تنقص في أسلوب سردها الجمالي ولكنها تخبرنا وبشكل قاطع إلى أن البؤس واحد.
تلك المجاميع الفكرية .. الإخفاقات المتتالية .. التجارب العاثرة لا تفضي إلا لحقيقة واحدة.
الدنيا سجن المؤمن، جنة الكافر.
يرتع في الدنيا : الصغار،الأقزام والملوثون. نعيم بالنسبة لهم.
بينما المبدع والنقي يعيش في دوامة من الحزن.
من اللامبالاة .. من البؤس المحكم.
يتكرر الأمر مع أنطون تيشخوف عندما قال : " كلما ازداد الشخص نقاء ، ازداد تعاسة "
تلك النظرة السوداوية، والعتمة هي ليست زاوية تفكير كما يفهم الكثيرين ولكن من واقع بائس من مجتمع أكثر بؤسا.
والانتحار هو السبيل الوحيد للضعفاء .. للجبناء.
تلك المجاميع الفكرية .. الإخفاقات المتتالية .. التجارب العاثرة لا تفضي إلا لحقيقة واحدة.
الدنيا سجن المؤمن، جنة الكافر.
يرتع في الدنيا : الصغار،الأقزام والملوثون. نعيم بالنسبة لهم.
بينما المبدع والنقي يعيش في دوامة من الحزن.
من اللامبالاة .. من البؤس المحكم.
يتكرر الأمر مع أنطون تيشخوف عندما قال : " كلما ازداد الشخص نقاء ، ازداد تعاسة "
تلك النظرة السوداوية، والعتمة هي ليست زاوية تفكير كما يفهم الكثيرين ولكن من واقع بائس من مجتمع أكثر بؤسا.
والانتحار هو السبيل الوحيد للضعفاء .. للجبناء.
لسنا على وفاق مع ما أنتجته البشرية آنفا : البلداء .. الحمقى والسذّج.
هم مصدر ضوضاء .. منبع الشرور. سواء تم ذلك بإدراك أو لم يتم.
ولكن تبقى الحقيقة في الصراع المحتدم بين المبدع ونقيضه.
أؤمن بفلسفة الخلود القابعة في الكتابة وترك أثر لما بعد الموت.
أيّ كانت تلك الكتابة. طالما قد كتبها مبدع.
طالما قد صاغها فنان استوعب جملة من الحقائق.
ولكنه أبى إلا أن يسير وفق ما يمليه عليه ضميره.
وكفى الله المؤمنين القتال.
هم مصدر ضوضاء .. منبع الشرور. سواء تم ذلك بإدراك أو لم يتم.
ولكن تبقى الحقيقة في الصراع المحتدم بين المبدع ونقيضه.
أؤمن بفلسفة الخلود القابعة في الكتابة وترك أثر لما بعد الموت.
أيّ كانت تلك الكتابة. طالما قد كتبها مبدع.
طالما قد صاغها فنان استوعب جملة من الحقائق.
ولكنه أبى إلا أن يسير وفق ما يمليه عليه ضميره.
وكفى الله المؤمنين القتال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق