الأربعاء، 13 نوفمبر 2019

الأمر دوما يتعلق بالشغف ..

يحكى عن كاتب مغمور استطاع أن يصل إلى الطموحات المعتادة دون رغبة منه.
الطموحات البائسة عند بني البشر..
الشهرة ، الثراء وتحقيق الذات.
وكل ذلك عن طريق الكتابة.

من يخبرك بأن الشغف هو الألم اللذيذ.
المانح لحياة أفضل وذات معنى.
فعليك أن تبتعد عنه.
لا تحاوره أبدا ؛ لا ترهق نفسك بالحديث معه.
إنه من أولائك الذين يدسون السم في العسل.
يتاجرون بالمفردات الايجابية ..
بالعبارات الرنانة التي تلمس قلبك العاطفي
وأنت على ذلك الحال مادمت معهم.

شاهدت مصادفة محاضرة قيمة على منصة تيدكس كان عنوانها "لإيجاد العمل الذي تحبه ، لا تتبع شغفك"
والمرفق هو رابط المحاضرة ..
https://cutt.us/P1a09
 وأستطيع أن اختزلها بأن الشغف متغير بناء على المرحلة العمرية والفكرية.
فشغفك في العشرين يختلف عن الثلاثين وهكذا ، على افتراض أن الشغف كان بدايته اهتمام في مهارة ما.
وبإعادة صياغة الجملة :
لا تتبع شغفك ولكن إفعل ماهو قيَم.

فيلم Maudie للفنانة المرشحة لجائزة الأوسكارSally Hawkins والفنان المبدع Ethan Hawke
يحكي قصة حقيقية عن الرسامة الكندية Maud Lewis التي استطاعت أن تهزم مرضها وأن تبدع في رسوماتها التجريدية..
ثم تختم لنا الفيلم بعبارة فلسفية " الحياة كلها مؤطرة بالفعل "
و التأطير في اللغة أي جعل الشيء له إطارا أو هيكلا.
ماود لم تكن تسعى للشهرة وإنما سعت في بداية الأمر للهروب من ظلم ألحق بها..
هربت إلى الألوان والفرشاة فقط.
وكبرت حتى ماتت على ذلك.
لا أستطيع أن أجزم بأن شغفها كان الرسم في معناه الأول ولكن وسيلتها للحياة.
الشغف هو أن تأنسن أفعالك..
أن تعمل ما يجعلك أكثر إنسانية على خلاف البقية.

المتتبع لسيكولوجية الجماهير في الوقت الحالي ونماذج القدوات والتفكير الجمعي من حيث التأثر والتأثير سيجد الأمر محبطا للغاية.
صعود الحمقى والرويبضة والسفلة يعود إلى خلل في إعادة مفهوم الشغف.
لم نكن نعي تلك المفاهيم المغلوطة في سياقها والعلوم الساذجة من قبل وكنّا في أوج عطاءاتنا الأخلاقية والسلوكية.
هل يذكر أحدكم بأن جده قد أخبره يوما وعلى انفراد : يابني إتبع شغفك؟!
كان يخبرنا بأن نيّة المؤمن خير من عمله.
وأن أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس.
كان يقول : يابني إعمل ما شئت فإن لك ملكين أحدهما بيمينك والآخر عن شمالك..
إتق الله فيما تفعل وتصنع وأنوي الخير مادمت حيا.

الشغف ياعزيزي كلمة أصعب من أن تفسر على أنها الفعل الذي يحفزك على تحقيق ماتريد..
كفانا عبثا لو سمحتم.

الخميس، 7 نوفمبر 2019

تفاصيل

جرت العادة بأن أحتفظ بالتفاصيل لنفسي..
تلك التفاصيل الهامشية التي لا يهتم لها أحد.. والحديث عنها ضرب من ضروب العبث.
الأمر لايتطلب قدرا من الذكاء حتى يتم تداركه ولكن قليلا من الاهتمام.

أنا أسماء.
أبلغ من العمر الثالثة عشر.
مراهقة عنيدة ذو مزاج صعب.
لا أبحث عن شيء سوى ما يطمئن به قلبي.
وتلك الممارسات الخاطئة أفعلها بمحض إرادتي الكاملة لإيصال رسالة ما..
رسالة مفادها بأن الحياة أجدها في التفاصيل البسيطة ، في الأحاسيس والذائقة.
ليس من السهل أبدا الدخول إلى عالمي الخاص .. الكيان المحصن ؛ إلا بفهم تلك التفاصيل.
وقبل أن أعرج عليها. ينبغي أن أذكر ملاحظتين وعلى عجالة :
الذكاء ليس نعمة في معظم الأوقات والملاحظة التالية الحديث العقلاني المباشر لا يفضي إلى حل بالضرورة.

أكتب الآن وقد سئمت الحياة.
سئمت من تلك الحلول البائسة المتكررة والروتينية.
وأعني ذلك حرفيا وفعليا وقطعيا.
الحياة ليست دائما درس علوم : اتحاد ذرات الهيدروجين مع الأوكسجين سينتج عن ذلك جزيئات الماء.
أو ربما درس رياضيات : أربعة زائد أربعة ينتج عنه العدد ثمانية.
الحياة تصبح أجمل عن طريق التفاصيل.. وأعني السلام الداخلي.
القبلة الحانية والعناق الحميمي.البيئة المستقرة والجو العائلي اللطيف.
التضحيات والتنازلات.. الدراسة الواقعية لفهم المقاصد والنيات!

الأمر يكمن أيضا في التفاصيل حتى في مضمونها السلبي.
الشجارات التي منشؤها عدم فهم الآخر .. عدم استعياب الدافع من وراء الفعل وردة الفعل.
التراكمات الكبيرة كانت يوما تفاصيل صغيرة. 
ليس بالسهل العودة إلى الماضي كما كان أو التغاضي عنها ببساطة.
في حقيقة الأمر تتطلب قدرة واعية ونية قوية وفعل تغيير بطيء.

أعتذر لكم عن كل ضرر ..
عن حبّي لذاتي كثيرا..
أحبكم جدا.
لاحرمني الله منكم.