أسلوب مغري للتخلص من العوائق والمنغصات.
توظيف المفردات بشكلها الجيد وكتابة حبكة جيدة تتطلب عبقرية ملازمة من الكاتب.
المحصلة النهائية هي ثمرة يجدها في حياته أو مماته أو الاثنين معا.
فان غوخ الرسام استطاع أن يرسم مئات الرسمات وأحصيت عددها ما يقارب 900 رسمة والتي عكست أعماق فلسفته السوداوية ولم يستطع في وجوده أن يبع منها إلا واحدة!
عدا ذلك انتشرت في متاحف عدة وبيعت في مزادات مختلفة دون أن يتوج بشيء ما .. لم يحتفى فان غوخ إلا بعد وفاته.
هذا الخذلان لم يسقطه طريحا في الفراش أو أن تتضخم لديه الأفكار المأساوية لفشله والتساؤل المطروح : لماذا لم تنشر أعمالي؟
لم يجد الجواب بطبيعة الحال وأرسل رسالة إلى أخيه يقول فيها :
وداعا يا ثيو .. سأغادر نحو الربيع.
انتحر فان غوخ.
الكاتب في كتاباته والرسام في رسوماته والفنان في فنونه بقدر مايستمتع بأدائه إلا أن النفس البشرية في الجهة الأخرى تحتاج إلى هذا النوع من التحفيز والتشجيع، انعدام ذلك يولد خيبة أمل حتمية قد لا يستشعرها في لحظتها ولكنها سلسلة من التراكمات والتساؤلات المطروحة حيث لا إجابة.
الإحباط الفعلي لا يكمن فقط في عدم تقدير العمل وإنما من انتشار أعمال أخرى ساذجة تصف بالدونية ولكنها تنتشر وتتداول من جمهور سذج وعقلية أكثر سذاجة من العمل الساذج.
أستطيع الآن أن أكتب كما أشاء واصفا كتاباتي بأنها جيدة نسبيا ولا ترتقي إلى كتابات تولويستوي أو إحسان عبدالقدوس أو أي عبقري آخر، وعلى الرغم من ذلك تنتابني حالة الرضاء الشكلي من تقييمي لنفسي دون أن أعود إلى أحد، ويأتي التساؤل الأهم : هل يستطيع المبدع أن يقيّم نفسه؟!
ربما الأمر لا يتعلق بجودة الكتابة بقدر مايتعلق بكيفية تسويق الكاتب لنفسه، بمعنى آخر ماهي الوسائل المتاحة لنشر الكتابات إلى أكبر عدد من القراء ونيل المديح المصطنع والمجاملات الكذّابة لكتابة ما.
المضحك فعلا هو بأنني مختص لهذا النوع من التسويق الرقمي إلا أنني لا أحبّذ اتّباع هذا النهج الرخيص وإن كانت نتيجته إيجابية دون أدنى شك.
إلى الزائر الجديد المتعطش لروح النص وقدسية الأثر والمؤمن بفلسفة الخلود لما بعد الموت إليك هذه الخاطرة.
وأما المخلصين من الزوار أولائك الذين لا يتجاوزوا أصابع اليد الواحدة .. كنتم سعادتي المطلقة؛ أحبكم كثيرا.