تشير الساعة إلى التاسعة
والنصف تماماً.
استيقظ في الصباح الباكر.
كعادتي اليومية.
إلا أن الفارق شيئان أحدهما استيقاظي بدون منبه، والآخر أنه يوم السبت.
أعود إلى النوم في محاولة جادة لكسر الروتين، في محاولة استعادة طاقة مهدرة خلال
الأسبوع.
لكن الحقيقة أعود إلى النوم حتى لا أفكر بشكل مفرط.
مؤخراً؛ أصبحت أفكر بطريقة مزعجة، بأسلوب مؤذي لعقلي وجسدي دون أن أجد ما يطفىئ
شعلة النشاط بل العذاب التي اجتاحتني فجأة واقتحمت أفكاري بغتة ولا أفعل معها شيء.
بعض تلك الأفكار تستوطن العقل ولا تلبث أن ترحل أبداً؛ هاجس من المخاوف، من
التساؤلات المربكة للمستقبل، وبعضها مثل هبوب الرياح الباردة في فصل الشتاء تمر
مرور الكرام ولكنها تعصف بك وأحياناً تترك أثراً ثم ترحل.
وجدت فكرة الكتابة؛ فكرة جيدة قابلة لأن افعلها بشكل متكرر.
البوح عن المشاعر دون فائدة.
التفرغ من الأفكار دون نتيجة.
أن ابدأ بجملة ولا اعلم إلى أين النهاية.
بالمناسبة. هذا أسلوب فريد في الكتابة يتبعه عظماء الأدب والرواية.
يعرف هذا الأسلوب " بالكتابة الحرة "
وهي تقنية من التقنيات المستخدمة للتغلّب على النقد الذاتي، دون مراعاة
للإملاء وقواعد النحو؛ المهم أن تكتب، من المهم أن تعبّر عن داخلك بكل أريحية سيما
أنك لا تحتاج إلى أحد يسمعك.
الكتابة تأخذ أسلوباً علاجياً للنفس المكبوتة، المتعبة والمرهقة.
طريقة تداوي للتفريغ عن المواقف الساذجة أو حتى للموضوعات الفلسفية والنخبوية.
يكفي أن تأخذ مسار واحد للكتابة؛ وهو أن تكتب لنفسك ودون أن تراعي مفرداتك أو أخطاءك
اللغوية والنحوية.
بهذه الطريقة أن تعبّر عن مكنوناتك الداخلية بمختلف الحالات من استياء وامتعاض وكذلك
في تحسين لغتك العربية عبر فعل الممارسة والكتابة.
ومن منطلق التعبير والشكوى؛ اقتبس تلك الأبيات للشاعر كريم العراقي يقول فيه:
لا تشكُ للناس جرحًا أنت صاحبه
لا يؤلم الجرح إلا من به ألم
شكواك للناس يا ابن الناس منقصة
ومن من الناس صاح ما به سقم
فالهم كالسيل والأحزان زاخرة
حمر الدلائل مهما أهلها كتموا
فإن شكوت لمن طاب الزمان له
عيناك تغلى ومن تشكو له صنم
وإذا شكوت لمن شكواك تسعده
أضفت جرحًا لجرحك اسمه الندم