عودة مجددًا للخواطر العبثية والسوداوية..
وعلى غير المعتاد، استيقظت مبكرًا ووجدت نفسي مختنق، وبالمعنى الحرفي لتوصيف الشعور بالكاد أتنفس.
وعوضًا عن المشي الخفيف الذي يساعدني على لملمة أفكاري؛ وجدت نفسي أذهب إلى النادي الرياضي.
عاقبت نفسي هناك، جلدتها جلدًا إن صح التعبير.
كنت اعتقد بأن هذا الجهد الاستثنائي سيساهم في تخفيف الاختناق لكنه لم يفعل!
الشيء الوحيد الذي أزاح هذا الاختناق برمته واستطعت بعدها إلى إجراء عمليات الشهيق والزفير بشكله المعتاد هو؛ البكاء.
نعم. لم يكن بكاءً عاديًا كانت وسيلة انهيار، وانهرت بالكامل.
في الحقيقة منذ فترة طويلة لم أشعر بهذه الخفة.
لم أكن اعلم إلا الآن بأن الدموع وزنها أثقل من وزن الأثقال!
لدي اعتقاد مؤخرًا بأن الحياة ستجلدنا شئنا أم أبينا.
لن تكون سهلة علينا بالمطلق.
وستمضي الأيام بعدها وسندرك بأنها مضت بخيرها وشرها.
المهم في هذا كله؛ كيف نتعامل مع الجلد؟!
وفي طريقة التعامل باعتقادي هناك خيارين اثنين لا ثالث لهما:
إما أن تكون ضاربًا أو مضروبًا، وفي كلا الخيارين أنت مسؤول عن هذا الاختيار ولا أحد سيهتم بك.
هذا هو الواقع برمته، لن تجد من يواسيك أو يحتويك أو يحتضنك في حال كان الإخفاق والضرب حليفك وقرارك؛ الجميع يطالبك بأن تكون الرجل الخارق وإلا فقدت ذاتك وشخصيتك وكرامتك.
وسواء ضَربت أو ضُربت الأمر سيان لأنه قرار وينبغي أن تدفع ثمنه عاجلًا أم آجلًا.
خلاصة القول..
انهض أيها الضعيف "الرخمة" من عقلية المظلوم في هذه الحياة واضرب بقوة واجلد بغضب لكل من يستهين بك.
لكل من لا يضع لك حد أو تقدير.
أنت خليفة الله في أرضه، أنت مطالب بتحسين عقليتك ونفسك ونفسيتك وشكلك باستمرار.
إياك ثم إياك ثم إياك أن ترضى على نفسك بأن تعيش على الهامش.
جدتي رحمها الله بطيبتها وحنيتها كانت تقول لي: "كن مظلومًا يا مان في هذه الحياة ولا تكن ظالمًا" هكذا كانت تناديني بـ "مان" كدلع ولا أعلم إن كانت تقصد بالرجل بالمعنى الإنجليزي أو ربما بـ (Man Up) بمعنى استرجل.
لكم أود إخبار جدتي الآن بأن الحياة غير منصفة أبدًا والمظلوم في هذه الحياة هو حقير، ضعيف، هزيل .. إلخ.
وأن تكون ظالمًا خيرًا من أن تكون مظلومًا لاعتبارات دنيوية لا دينية لكن المهم في مطلق الأحوال لا ترضى على نفسك الظلم والإساءة؛ حاول جاهدًا بألا تكون ظالمًا أو مظلومًا.
حاول أن تبكي بهدوء، أن تنهار بخفة، أن تصيح بصمت.
لكن قم بعدها واضرب بقوة فإن العاقبة واحدة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق