حدث لي مؤخراً
موقفاً استدعى مني التفكير للأمر من زاوية مغايرة.
من سلبية محبطة إلى محايدة بطريقة تستدعي التفهم.
الموقف باختصار: حالة التبلد التي تصيب البعض جرّاء عمل مكثّف تجعله يعقّد مختلف
المسائل حتى لا يكون هو في الصورة أو أن يعمل لأجلها من باب المساعدة أو
المسؤولية.
أو ربما هو كسل ذهني يجعله يأخذ الخيارات الأسهل لينأى نفسه عن المسؤولية.
بمعنى أبسط وأسهل.
أحياناً تطلب من أحدهم مساعدة في أمر ما.
هذا الأمر وهذه المساعدة بطبيعة الحال هو قادر على فعلها وضمن استطاعته ولكنه
بدلاً من فعلها في الحال أو أن يقوم بتفويضها لشخص آخر؛ تجده يخبرك بخيارات صعبة،
خيارات فيها من التبلد الشيء الكثير حتى لا يقوم بها.
مثال على ذلك:
سألت صديق لديه خبرة في كتابة المحتوى عن مهمة قد أوكلت إليه ولا يستطيع هو فعلها.
قلت له: لدي وصف منتجات ولا أستطيع كتابتها أو وصفها بشكل جيد.
الآن الخيارات المتاحة هي كالتالي:
- إن كانت المهمة بسيطة وسلسة ولا تطلب وقت كثير فيمكنك فعلها لأجله.
- أو إرشاده إلى بعض المواقع المتخصصة في تعليم وصف المنتجات؛ وبهذا أنت اختصرت عليه
عناء البحث.
- والخيار الأخير هو تفويضه لشخص آخر بمقابل مادي بسيط.
لكن الذي لا ينوي المساعدة سيجعل من الحبة قبة.
سيطيل الحديث دون فائدة مرجوة والمشكلة إذا كان يعتقد بأن معلوماته مهمة؛ بالتالي
سينظّر عليك ويسرد قصص وتفاصيل بديهية ومضيعة للوقت مثل: هناك فرق بين وصف
المنتجات، المنتجات الطبية تختلف عن المنتجات الغذائية.
المنتجات الطبية يجب أن تراعي فيها التفاصيل الطبية بدقة مع معايير وزارة الصحة بينما
المنتجات الغذائية تراعي فيها القيم الغذائية والسعرات الحرارية.
وسلسلة طويلة من المعلومات ربما لا أعيها بحكم التخصص ولكنها أيضاً غير مفيدة
والقصد من هذا بأني أنا كغير متخصص لا يهمني تلك التفاصيل المهمة و الهامشية، أرغب
بإنجاز المهمة بأسرع وأسهل طريقة وشكراً لك.
ساعدني لذلك أو اعتذر بلطف.
تجده أيضاً يستعين بكلمات مثل: يفضل، ممكن، احتمال وارد والخيارات لا تنتهي من
الاحتمالات!
يبتعد عن الكلمات المباشرة والتي تستلزم اتخاذ قرار مباشر؛ افعل ذلك على ضمانتي
لأني مجرب.
هذه الطريقة في التعامل بغض النظر عن سببها؛ مجهد بالعمل أو لديه صفة التكاسل
يعتبر تعامل بجودة منخفضة؛ لأنه يبحث عن أبسط الحلول للخروج من المأزق الذي هو فيه
بأقل الخسائر، لا يستطيع أن يقول لا بصرامة أو أن يجيبك بوضوح تام.
ما الذي جعلني أفكر بهذا الأمر أو أن أكتب مثل هذه الكتابة!
أنها أصبحت رائجة في الآونة الأخيرة.
يتخذ هذا المخرج الساذج حتى يحبطك عن طلب مساعدته.
فإن قابلت مثل هؤلاء؛ فالزم الصبر وحاول أن تستغني عن سؤالهم وطلب مشورتهم؛ لأنه يستنزف
وقتك في الحديث ولا تخرج منه بفائدة وللأسف.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق