الاثنين، 22 أكتوبر 2018

الساعة الثانية فجرا

تشير الساعة الآن إلى الثانية فجرا..
وقت السحر.. ساعة الحبيب والمحبوب.

كلمات ومفردات لا تجد لها مخرجا عدا في ذلك الوقت.. تعتريك لحظات قوة وجرأة أو ربما ضعف وهزل كأن تود البكاء.
بكاء دون هوادة،، دون سبب يذكر.أن تزيح كاهلك من الهمّ الذي ألمّ بك وعكّر صفوك وأدخلك في دوامة لا مخرج منها سوى أن تبكي فعلا.. أن تسقط عنك دموع اليوم وهموم الأمس والذي قبله وقبله وقبله.

الحياة أقسى مما نظن، أصعب مما نتخيل، أحقر مما نتصور.. أن تعيش لأجل العيش فقط.
أن تصبح يوما كديستوفسكي عندما اضطر به الأمر أن يعيش عبر كتاباته.. من خلال رواياته البائسة.. وتجد العكس تماما.
أن تفعل عكس ما ترغب .. أن تتبنى قناعات خلاف ماتؤمن .. أن تتصنع الفرحة والسعادة وبداخلك جميع الأحزان.
أن تكتب وتكتب ثم تعيد ما كتبته لا لسبب ولكن لم تكن تلك المفردة ملائمة للإحساس المبطن.

تقرأ التاريخ القديم .. تشاهد السياسة المعاصرة والإعلام الكاذب وتكتفي بالمشاهدة وبداخلك ألف كلمة وكلمة مختزلة في .. إسلام - قومية عربية - فلسطين - الدول العربية المقهورة - السياسة نجاسة .. لعن الله الساسة والمطبلين من أيدوا الظالم على المظلوم.

أن تندب حظك بفعل لا شيء .. أن تشغر وقتك بالكتابة البائسة .. أن تتحدث مع نفسك عن مواضيع كالعالم الموازي مثلا أو استنساخ البشر أو ربما روبوت صوفي والذكاء الاصطناعي.
عودة لفعل البكاء..
يجب أن تبكي كل فترة من الزمن.
حدد جدولا زمنيا ثابتا.. كأن يكون كل يوم أحد في الساعة الثانية فجرا.
أجلد ذاتك وعاقب نفسك مالم تبلغ الهدف .. وكافئها بالمقابل بأعظم المكافآت.
تصنع البكاء في حال استصعبت الأمر .. تذكر جميع تلك الأحاسيس المنهكة والمشاعر المهدرة وردات الفعل المؤلمة.
إلعن ماشئت في داخلك.. إبكي بحرقة .. إبكي كما لم تبكي يوما من قبل.


تجربة

تجارب الحب البائسة ماهي إلا محطات توقف ناضجة .. وأعني بالناضجة أي تلك الرحلات المنهكة بحلوها ومرها بحلاوتها ومرارتها .. بكل شيء يكون فيه النقيض مثل السعادة والتعاسة.
تستلذ الرحلة في مرحلة مبكرة .. تضيف لك زوايا نظر مختلفة واهتمامات مغايرة .. تجعلك أجمل .. تجعلك ألطف من السابق .. تتكلف في تصرفاتك أحيانا حتى تكون حبيبك الآخر!

الحب هو تغييب العقل وتفعيل حس القلب.
أحببت فتاة مطلقة يوما ، كانت تكبرني بأعوام ، كنت كالطفل عندها. غمرتني بالحب كشخص عزيز ، كشيء ثمين .. كأحد الممتلكات الثمينة.
كان لقائنا مصادفة حتى اجتمعنا على رواية أحببناها سويا وجمعتنا الأيام لنعيش أحداث الرواية تماما كما ينبغي أن تكون.
كنت الشرير وكانت البطلة .. القبيح وهي الفاتنة .. كانت ملائكية في حين كنت الشيطان على شكل الإنسان.
علمتني بفطرتها وحكمتها أن أعشق نزار وأفتتن بشعر درويش ، شتمت ديستوفسكي ولعنت نيشته .. كانت تصر بأن الحب سلس لذيذ ولكن سيبكيك يوما ما وبكيت.
كانت ملهمة للحد الذي لا يتصوره عقلك .. أعادت تكوين شخصيتي بفعل الحب .. بتلك القوة الكامنة التي تخوض في غمار عقلك ووجدانك وتجعلك أفضل بالضرورة .. لمست الجرح الذي أتالم منه .. قبلتني ثم شفتني!

أخبرتني يوما وهي مبتسمة كعادتها : فخورة أنا بك كونك كاتب ولكن ياحبيبي سيرهقك ذلك كثيرا. جرب أن تكتب عن مواضيع أكثر تفاؤلية تساعدك على التخلص من السوداية التي تعيشها دوما.
كانت تلك الخصلة التي لم أستطع أن أتجاوزها يوما ،، عاتبتني كثيرا حتى اعتادت على ذلك وتقبلتني كما أنا دون أي إكراه.
تعلم بمزاجيتي المتعكرة واحتوتني كالطفل الرضيع دون أن تمتعض .. دون أن تشعرني بأني طفل كبير اسمه الرجل.

كانت عظيمة .. عظيمة لدرجة أن ترفض فكرة الزواج.
التقينا ذات صباح والغيوم مشبعة بالرطوبة والمطر على وشك الهبوط.
تأملتها كثيرا جدا .. شعرها البني الداكن وخصلاتها الشقراء ، عيناها الواسعتين ، وابتسامتها الأخاذة ووجهها الطفولي.
 كانت لذيذة .. كانت شهية .. كانت كحور نزلت من السماء .. لم أستطع أن أخبرها بذلك.

أخبرتك يوما بأن الحب ماهو إلا احتياج. الحب نقص ولولاه لما كنّا كذلك - أعني - أن نكون على وفاق وانسجام وأن يحب كلانا الآخر بتقبل شخصياتنا كما هي. وجدتك طفلا حتى كبرت أو هكذا أظن .. لا تحتاجني أكثر .. مزيدا مني سيكون بؤسك غدا وعذابك بالمستقبل.
مطرت السماء .. بكت كما يفعل داخلي.











الجمعة، 12 أكتوبر 2018

مفارقات

من المفارقات العجيبة تلك التي تأتي على حين غرة.. تلك اللحظة التي لا تنتظرها البتة.. التي تجعلك تخوض حوارات داخلية مع نفسك وتدعوك للتساؤل أأنا على مايرام؟!
مفارقات مريبة من حيث أنك تعلم الصواب ولكن تفعل الخطأ بإعتبارات قد تبدو منطقية .. بمغالطات نفسية فلسفية بعبارة أدق.
* أن تعمل في بيئة عمل في القرن الحادي والعشرين .. في قطاع الإعلانات والتسويق .. في بيئة عمل تختلف تماما عن مستواك التي تتطلع من أجله.. سقف طموحها متدني بالضرورة.. أفراد بائسون يعملون لأجل لقمة العيش ولكن تتحامل على نفسك لتوفير مناخ مناسب يجعلك تعمل بحرية أكبر بإبداع أكثر بإسلوب مناقض لما هم عليه من البيروقراطية والسوداوية وتحارب لأجل تحقيق ذلك.
* أن تعجب بزميلتك في العمل التي تكبرك عمرا.. ذلك العمرالذي يشعرك باللامبالاة .. بالعمل دون أي ضغوط من خسارة شيء ما.
 فتاة لا يشترط أن تبادلك نفس الطموح ولكن على أقل تقدير تبادلك نفس الهم ولكن بمستوى أقل.. يصعب بطبيعة الحال أن تتوافق توافقا كاملا مع فتاة أقصى طموحها خلال سنوات قادمة أن تعيش في سلام نفسي ومادي. رغم الرابط المشترك فيما بينكم كإلقاء دعابة ساذجة ثم الضحك عليها مثلا ولكن تختلف معك في جوهر تفكيرك.. تسألك وبشكل متكرر؛ لماذا لا يعجبك شيئ؟
ذلك النوع من الأسئلة يثير الاستياء غالبا ،، أعني الأسئلة البديهية التي تحمل في ذاتها الإجابات العميقة ؛ كأن يكون السؤال " لماذا يجب أن تكون متمردا؟ "
سؤال كهذا يصعب الإجابة عليه من الناحية الفلسفية ولكن تستطيع أن تجيب جوابا فكاهيا يخرجك من هذا المأزق.
* أن تؤمن بأن نصرة المظلوم هو مطلب لكل شخص واعي وذو قناعة .. قناعة بأن لولا وجود المظلوم لما وجد الظالم وتسعى بالطرق المختلفة أن تنصره ولكنك تتخاذل في نهاية المطاف لسبب أو لآخر .. تبحث عن وسيلة لتقليل الضرر المرتقب وإذ طاقتك أو منصبك دون ذلك.
* أن تستشعر بعد فترة لا بأس بها من العمل أنك متفوق وربما بجدارة وتعمل جاهدا لإثبات وجهة نظرك ولكن لا نتيجة تذكر فلا تبتأس أبدا.. الحياة وآلية عملها تجبرك أن تعيش وفق قناعة واحدة وهي فرض الرأي.
قليل من يعلم .. نادر جدا من يدرك بحجم التجارب الحياتية والقراءات المختلفة التي عشتها لتكون أنت.. لتتشكل بطريقة لا ترغبها ولكنها تجعلك علامة تجارية مختلفة عن سائر البشر. ينبغي أن تسلّم مطلقا بأن لكل شيء وقت.. ووقتك بالضرورة قادم لا محالة.

* حجم الإحباطات التي تواجهك لتغيير قناعة ما تتطلب عملا شاقا .. في توظيفك في غير مكانك المعتاد أو المناسب في حيّز الإبداع
  هي طامة عند المبدعين فقط .. تستطيع أن تتقبل العمل بطريقة أكثر مهنية أو التفويض في حالات كثيرة.

السبت، 11 أغسطس 2018

الطموح اللذيذ

أثناء الخوض في دهاليز الحياة والتعمق في قراءات السير الذاتية ولاسيما البائسين من الفلاسفة وربما الناجحين كذلك ، وصلت إلى قناعة أقرب ماتكون قطعية - أي بمعنى لا تحتمل فيه الشك - بأننا وبصورة ما نحن خلقنا في عالم الدنيا نشبه بالضرورة لأحدهما من حيث الوسيلة لا الغاية ، ومهما حاولنا أن نتجاوز تلك الفكرة فسوف نصل إلى نهاية تخالف فيها ما نحن فيه وإن اعتقدنا بأننا نجحنا في تحقيق ذلك.

تشير الدراسات الحديثة بأن غالبية المدراء الناجحون يمتلكون مزية الاضطراب العقلي .. ذلك الاضطراب اللذيذ الذي لا يسعى إلا إلى الطموح نحو منصب أو مال أو غير ذلك بمختلف الأساليب والطرق بما فيها الملتوية ، طالما كان الطموح غاية فالوسائل حينها مبررة وإن خالفت المبادئ والقيم. أتسائل دوما وأحاول قدر المستطاع بأن أجد في ذلك التساؤل محملا فيه حسن ظن أو صائغا للابتعاد عن أي سبب أو فعل يتضمن من خلاله أي ظلم أو إزهاق حق  لماذا يؤكل حق الضعيف ؟

كانت حينها الإجابات مختلفة بما فيها توفير لقمة العيش في وسط حياة بربرية كأحد غابات أفريقيا الشاسعة تتضمن حيوانات متنوعة يأكل فيها أحدهما الآخر للاستمرار في العيش وهكذا دواليك ..آكلات الأعشاب هي مجرد ضحية مجرد سبب لعيش آكلات اللحوم وكذلك المظلوم هو ضحية للظالم وبذلك تكون المعادلة " إن لم يكن هناك مظلوم فليس هناك ظالم ".
تساؤل آخر يعيدنا إلى طريق مبهم ،، إن أخذنا بعين الإعتبار بأن المظلوم هو كائن حي مغلوب على أمره فلما لا يستطيع حينها النجاة والعيش هو أيضا بظلم من هو دونه؟

استخلصت النتيجة بأن كلّ منّا يعيش وفق قناعات ومبادئ تكرّست مع مرور الزمن وسط عوامل مقدرة مثل الأهل والمدرسة والحياة العملية وبذلك لا نستطيع بالسهولة أن نتغّير وإن كان التغيير كفعل قرآني " إن الله لا يغير مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " والتغيير المراد به هو كل تغيير تكون فيه الغاية تقرر الوسيلة - أي بمعنى لا تنافي أي محظور لا يكون فيه الإنسان خليفة الله في الأرض - وهذه المعاني لا يدركها من كان الطموح بالنسبة إليه غاية وإن صعد على ظهور المظلومين.

 يسيئني جدا بأن أجد مبررات هي في حقيقتها مغالطات تنتشر بفعل الطبيعة الحيوانية المتلبّسة ببعض البشر الكائنة في الظلم أو بفعل بشري خبيث كالإعلام وبثّ كل قناعة ملتوية يكون فيها النجاح غاية جميلة تتحقق بتحققها كل مباهج الحياة ( مال - منصب - نسوة ). نعم إنها النعمة ولكن بمجرد أن يعي الظالم أنه سوف يكون خصما للمظلوم وسط عدالة ربانيّة فحينها تكون المباهج ماهي إلا نقمة.

كنت في وقت مضى شخص ذا طموح مرتفع ، جعلتها في قائمة أولوياتي أن أحقق مرادي ضمن تواريخ محددة ولكنها ظروف الحياة الشائكة التي تعصف بنا كيفما تراد .. إلى أن وصلت إلى مرحلة البلادة!
مرحلة اتخذت قرارها بعد جهد لا بأس به من خيبات الأمل ، خيّرت بين أن أعيش وفق مبادئي أو مبادئ ذاك الطموح اللذيذ .. تذكرت حيوات فلاسفة بائسون أمضوا أعمارهم وفق مبادئهم وماتوا على ذلك وأحسبهم من الأخيار.

في حقيقة الأمر ؛ لا أجد عبارات مناسبة في تحقيق العدالة و النهي عن الظلم والذي هو داء مقيت ومعدي ربما ينال ضعاف النفوس سوى حديث النبي عليه الصلاة والسلام " إذا ضيّعت الأمانة ، فانتظر الساعة "

   

السبت، 3 فبراير 2018

لعبة الحياة

ربما لا تعنيك الفلسفة الكامنة في تحقيق الانتصار بأي طريقة كانت وبأي وسيلة اتخذت ولكنها واقع يجب أن تتعايش معه.

غالبا تجد الآتي ما ينفعك في حياتك العملية..

هي المحاكاة الفعلية لخوض تفاصيل حقيقية لمشاهدة بواطن الأمور والنيات من زوايا مختلفة وإن تجلّت بمظهر الفوز والانتصار.
الخوض في عمل انتخابي يريك مالا تراه ضمن بيئات مختلفة من حياتك ،، تجربة شيقّة ممتعة لكنها قذرة وخطرة من جانب آخر. أن تنتصر بطريقة مشرّفة هو انتصار لذيذ يستمر معك في عقلك اللاواعي حتى وفاتك في حين الطرق الملتوية انتصار باهت رغم حضور البهجة آنذاك.

شاهدت لعبة الحياة بوجهها الحقيقي بمحاولة جادة أن أتجاوز السوداوية التي بداخلي " في نهاية الأمر ينتصر الشريف " لكننا لم ننتصر!

لا يعنيني في الأمر سوى أن مجهود فريق عمل بالكامل ذهب مع أدراج الرياح. حقيقة الأمر بأننا اجتمعنا على هدف واحد ؛ المادة أو بتعبير أدق جمع أكبر عدد من الأصوات "المضامين" تلاشى الهدف المادي وحضر الإنتماء. آمنت مؤخرا بروح الفريق؛ أن تعمل ضمن فريق عمل ضمن كيان واحد وكلمة واحدة ورأي واحد أمر يستدعي حضور الصدق تجاه تحقيق الهدف. أن تزرع الروح لفريق العمل هي غاية لا يجيدها المدراء بل القادة.

الكتابة هي مصدر صادق للبوح عما يختلج في الوجدان من جميع الآثار والتجارب الغير معلنة وهي أمر تستدعي الصدق فحسب .. التزلّف والنفاق لأصحاب العمل و "الهياط" هي أمور تضر من حيث تعلم أو لا تعلم. يكفيك أن تكون صادقا حتى تتبوء مقاعد سامية شريطة أن تؤدي مهامك بحرص وإن ساهمت وأضفت عما هو خارج عن نطاق عملك تأكد جيدا بأنك ستحظى بتقدير إضافي.

أن توكّل بمهمة ليست من اختصاصك ولا تملك خبرة كافية للخوض في دهاليزها وإن لم تكن صعبة في ذاتها ولكنك تفعل ما يتوجّب عليك أن تفعله بطريقتك الخاصة طالما كانت النتيجة إيجابية وصائبة من حيث المبدأ "كل مابني على باطل فهو باطل" فعل حسن يساهم في توسيع مداركك وعلاقاتك.

سائتني النتيجة النهائية كثيرا ، شاهدت دموعا صادقة لخسارة جائرة لكنني أجزم بالمقابل كسبت عددا لا بأس به من أصدقاء يشاطروني نفس الهمّ ونفس الهدف رغم اعتيادي على جعل الأفكار ومشاركة الفلسفات هي سلّم أولوياتي لانتقاء الأشخاص إلا أن لعبة الحياة أرغمتني على تغيير قناعاتي والحرص على كسب علاقات صادقة و طاهرة في ظاهرها وباطنها عوضا عن أي أمر آخر.

نهاية السطر : كسب القلوب هي انتصار حقيقي في الدنيا والآخرة.