الأربعاء، 21 يوليو 2021

العيد ‏عيدين

كان يوماً رطباً من شهر يوليو والساعة تشير إلى الثالثة صباحاً.
الجميع في هذا التوقيت يؤدي دوره باجتهاد لأجل الاستعداد ليوم العيد ؛ عداي أنا، فلم أفعل ذلك. رحت أركب طائرةً متوجهةً إلى موطن الطمأنينة والسلام إلى مدينة الرسول عليه الصلاة والسلام.
رغبت في أن تكون هذه السنة سنة استثنائية، متفردة لا تتكرر دائماً؛ كان العاشر من ذي الحجة المباركة هو يوم ميلادي!اجتمع العيدين في شخص واحد؛ عيد الأضحى وعيد ميلادي.
وهذه المصادفة إنما هي إشارة ربّانية على تحقيق فرج حان أوانه (بإذن الله)

ولكن لحالتي النفسية المضطربة عزمت على أن ابتهج لوحدي دون غير
ي.
تلك المشاعر التي تفضي إلى الوحدة في عيد الميلاد قد تبدو مرعبة لأنها تبعث للتفكير، للتساؤلات وغالباً دون الحصول على تلك  الأجوبة.
فكرت ملياً بأن العيد في حضرة جدّي النبي عليه أشرف الصلاة والتسليم قد يكون ملاذاً آمناً.. من وحشة الأفكار العبثية، المخاوف المستقبلية والمرحلة المبهمة.
الأمر يتطلب بطبيعة الحال إلى تهذيب في السلوك، استعادة اليقين بالله وفي العلاقة كاملةً والمنظومة متكاملة من الصبر على الطاعات و المعاصي.

أميل إلى الزهد والتزهد.
هذا ما 
أدركته في الآونة الأخيرة.
بأنّي
 لم أعد أطيب الحياة كما كنت أفعل دوما، هذا لا يعني بأن أعيش حياة مزرية وبائسة ولكن في استشعاري كوني عابر سبيل لحياة لا تتجاوز المائة سنة، هذا وقد ذهب مني الثلث ويتبقى الثلثين على أكثر تقدير.

أزعم بأني قد هرمت فجأة، نضجت صدفة.
لم تكن تساورني هذه الأفكار من 
قبل لأني كنت أتطلع للحياة ببهجتها الآنية واللحظية والآن أفكر ملياً بآخرتي، بعاقبتي إذ إني لست إلاعابر سبيل فحسب.
حتى قراءاتي أصبحت مختلفة، أكثر تفرداً. لم تعد تغريني الفلسفة بشتى أنواعها أو السياسة بمختلف توجهاتها أو السير الذاتية بكافة مبالغاتها.
العشق، الحب والهيام هو قراءاتي
 الحالية.
لا أقصد طبعاً حب امرؤ القيس لليلى أو عنتر لعبلى بل هو عشق إلهي يتمثل في عبارة واحدة فقط..
عبارة واحدة جسدت المفهوم للحلاج عندما قال:
فليت الذي بيني وبينك عامر

وبيني وبين العالمين خراب

العيد بمسرّاته وفرحاته إنما يتحقق بالسلام الداخلي سواء كنت وحيداً أو مع مجموعة من البشر.

ليست هناك تعليقات: