الخميس، 26 سبتمبر 2019

تأويل النص

النص الذي أمامك الآن.
ليس بمقدور أي قارئ على استعيابه.
أو حتى مدى تشبثه هو بالنص مالم تتفق التجارب الذاتية مع النص المكتوب.
وعليه فإن فهم المجازات والاستعارات تتطلب تجربة مماثلة لفهمها وما عدا ذلك يبقى النص أو تبقى القصيدة حائرة قيد التشكّل.
والقراءة من النوع الأخير تمرّ بعملية منهكة من التأويل والمقاربة ولو لجزء بسيط من تجربة عالمية على نطاقها الأوسع.

أنا ثقب أسود أحيانا وحشرة من ناحية أخرى!
الفضاء الواسع والغرفة المهترئة!
المتناقضات بجميع أحواله.

كل من يكتب يستمتع بالضرورة بمخرجات الجمل، من إحياء الكلمات ؛ بممارسة دور الإله في أن يقول للكلمة كن فتكوني (بإذن الله)
أن يجيد فنّ الحيلة والتحايل في محاولة صريحة لنيل ثقة القارئ كأن يعيد تكرار عبارات مثل ؛ رعاك الله،حفظك الله ..
أن يقدّم جملة ويؤخر أخرى. أن يتلاعب بها كما يتلاعب بها لاعب الشطرنج المحترف.
يداعبها تارة ويقسو عليها تارة ثانية لتخرج ناضجة!
ولكن السعادة الحقيقية والفعلية للكاتب عندما يتفرّغ مما هو فيه، يتخلص من الهمّ الذي أصابه.

المساحة التي يتحرك بها الكاتب أثناء الكتابة لها طقسها الخاص.
لها عواطفها ومشاعرها حينذاك.
أن تكتب بغضب مثلا ليس كما أنك لو تكتب وأنت تحب وأنت تحلق بالسماء مغبوطا من أهل السماوات والأرض!
الكتابة المدفوعة نحو قضيّة ما تعتبر من المسلمّات لدى الكاتب؛ يعيش لأجلها أو يموت.
أو حتى تلك الكتابة المستهلكة في عمود صحيفة ساذجة. 
كلّ تلك الحالات هي بالأخير أسباب تدفع الكاتب من حيّز الصمت إلى فعل مناقض .. فعل إثبات وجود.

لا يمكن أبدا أن تستشعر مدى قوة النص و ضعفه أو مشاعر الكاتب ودوافعه مالم تربطك بأحدهما علاقة!
أن تتجلى بطلة النص بهيئة مغرية بحلّة جميلة وملامح أجمل.
أن تعيش هي الأخرى كما الكاتب.. كلاهما يعيشان مع الآخر وسط الجمل.
نسيت أن أذكر بأن الكاتب لا يموت أبدا.

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

قلتها وارجع اقولها "كاتب بالفطره" استمتعت جداً