الجمعة، 15 ديسمبر 2017

تساؤل


قضى مضجعه ليلا ، باكيا حانيا متوسلا إلى ربه أن يزيح همه ، أن يبعده عن تلك التساؤلات المريبة الغريبة التي تستقر العقل والوجدان فتصيبه الحيرة وما ألم الحيرة بشيء دون أن يجد الهوية في مغزى ذاك السؤال.

استمر على جلسته تلك يائسا بائسا من هول السؤال ، بين الأمل الواسع والرجاء الخائب كانت دعواته خالصة تفيض بالدمع .. بكى كثيرا تبسّم قليلا في حالة مزاجية مروّعة لا يعلمها إلا الله.استطرد في ذكر أسماء الله الحسنى التسعة والتسعون في سبيل طرد تلك التساؤلات وجلب النعاس ولكن دون جدوى، وبينما هو يترقب بصيص الأمل المفقود من النور المنشود ، إذ بخيوط الشمس قد انسدلت بنبأ قدوم يوم جديد لنهار منبثق لذيذ استذكر فيه أولى إشارات الإجابة من علامات الرحمة و العناية : عش في الدنيا كعابر سبيل.

للحظتها .. فنّد أطروحاته وأفكاره ، قراءاته وتجاربه ،، إسهاماته وكتاباته .. باحثا عما يعزز إيجابياته وثقته بإنجازاته ولكن
 ساءه حاله عندما لم يجد ما يصبو إليه ؛ كتب ماشاء الله له أن يكتب ، لكن أبعد مايكون عن مستوى طموحه ورغباته.


استهلّ صباحه المعتاد بكوب قهوة وكتاب ولكن لم يكن على الرف أو ضمن قائمة كتب الشهر وإنما حرص على ابتياعه من ذكرى أصابته يوم أن أدرك معنى الحب. كان ساذجا طيّبا وديعا غير آبه بالعواقب المترتبة عليه حال دخوله ذاك النفق وذاك المعترك اللذيذ. أصيب فيما بعد بخيبة أمل بأنها ما كانت إلا تجربة مثرية تلامس جانبه الهزيل من استدراكه لحقيقة إحتياجه إلى مغامرة تفضي لإشباع فضول قد اعتراه في عمر زمني ما.
ربما هو الفراغ .. أو اللامبالاة. لم يكن العمر الزمني يوما دليلا حازما على ارتكاب بعض الحماقات.
ربما مسار الحكمة يكون بالتجربة تارة، وتارة أخرى بالقراءة والمطالعة!

لم يكتف عن طرح الأسئلة الملتوية ، بمجرد طرح تساؤل يتبعه آخر دون كلل أو ملل.


من هو الإنسان؟ ذاك هو التساؤل.




ليست هناك تعليقات: