الخميس، 30 يونيو 2022

لست بماء

يتفرّد الشاعر أحمد مطر ضمن أحد قصائده يقول فيها:
وضعوني في إناء
ثم قالوا لي: تأقلم
وأنا لست بماء
أنا من طين السماء
وإذا ضاق إنائي بنموّي ..
يتحطّم!

هي صعوبة التأقلم.
هي لعنة التكيّف مع الواقع والمعطيات.

في نفس السياق يعبّر درويش فكرته أو يبرّر وجهة نظره لمأزق التأقلم بقصيدته "لا شيء يعجبني"
والتي تجد امتعاض المسافرين؛ جميعهم دون استثناء.
حتى يختم القصيدة أحدهم:
أما انا فأقول
:
أنزلني هنا (المحطة) أنا مثلهم لا شيء يعجبني
ولكن تعبت من السفر..

يريد درويش بعد طول تأمّل أن يصل إلى قناعة بأن الكل يائس، بائس من كل شيء ولكنك في نهاية المطاف ستجد نفسك لا محالة قد تعبت فتأقلم.

الأمر باعتقادي يزداد خطورة مع الوقت.
لا أعني بوجوب التأقلم ولكن في المقاومة الداخلية التي تحدث معك.
هي معركة قائمة على العقل.
هو صراع بسبب الناس والمجتمع.

وغالباً الفكرة التي أجدها مناسبة لك هي بأن تحاول التكيّف مع وحدتك، التأقلم مع ذاتك.
من الآن؛ من هذه اللحظة.
حاول بأن تنظر الأمور من زاوية مختلفة.
هو الشعور الضيّق في بدايته ولكنه الحُرُّ في منتهاه.
بأن تصادق أفكارك على حقيقتها؛ الصالحة والطالحة منهما.
بأن لا تجلد ذاتك، لا تحاربها ولا تصارعها أبداً.
دع الحياة تسير كما هي فحسب؛ لا تقاوم.
فأنت عابر سبيل.
لا تجبر نفسك على التأقلم ولكن جامل أو اجبر الخواطر أو ارحل واكتفي عند هذا الحد.

الاثنين، 27 يونيو 2022

إثراء

 في كل مرة أشاهد الحفل الختامي لمسابقة أقرأ في إثراء إلا أجد نفسي مدفوعاً للكتابة ولكن بغضب. كطفل أراد الانتقام أو ربما التعبير عن نفسه بتعبير أدق.
تشير الساعة الآن إلى الخامسة صباحاً حيث شاهدت البث المعاد للحفل من على منصة اليوتوب، هو حفل بنهاية المطاف يتوّج فيه القرّاء المشاركين وتحتفي بهم عوائلهم أمام لجنة التحكيم، المحبين من الداعمين والحضور إلا أنا حيث أقف موقفاً محايداً مرتدياً قبعة الغبطة لا الحسد، كذلك لا موقف المتفرّج فحسب.

هي تجربة في حقيقة الأمر لم تنجح.
حاولت فعلاً أن أجسّد هذا الدور من القارئ الذكي.
ضمن محاولة مستميتة لنيل الفرصة الأولى من نسخة البرنامج الأولى في عام 2013 ولم أنجح.
على الرغم من عمق التجربة التي خلّدتها في نفسي ولكنها قبعت في داخلي دون أن أعي عدم سبب ترشيحي وأدركت فيما بعد للسبب الخارج عن إرادتي والذي بمجرد معرفته انزاح معه جميع الأوهام ومعظم الأفكار السلبية التي تصرّح بالإخفاق.

كانت تجربتي مع كتاب حياة في الإدارة للدكتور الأديب غازي القصيبي.
كنت ولازلت مفتوناً بهذا الكتاب، مولعاً بهذه الشخصية الاستثنائية.
حاولت باجتهاد أن ألخّص الكتاب بعظيم تجاربه وسيرته الذاتية في اثنتي عشرة صفحة فقط!
اثنتا عشر صفحة من أصل مائتي وثلاثٌ وسبعين صفحة من مجمل الصفحات على ما أعتقد.
لازلت على نفس قناعتي بأن السيرة الذاتية يمكن أن تلّخص بعكس الأعمال الأدبية أو الروائية كما هو الحال مع تعاطينا للحياة الواقعية حيث نقدم سيرتنا الذاتية في صفحات رغم عظم تجاربنا العملية، الصعوبات العلمية، التحديات غير المرئية وقصص النجاح والإخفاقات غير المروية في صفحتين على أكثر تقدير فقط. بينما من الصعوبة أن أجتزئ أحداث رواية عالمية مثل آنا كارنينا لتوليستوي أو اسمي أحمر لأورهان باموق أو حتى لرواية محلية كشقة الحرية لغازي القصيبي وهلم جرا.

هذا الغضب الذي يحدث في كل عام، ومع نهاية كل دورة سنوية لذات المناسبة؛ أشعر كذلك بعظيم الامتنان، بوافر التقدير والاحترام كونها تحفّزني على المضي قدماً، على أن أتقدّم خطوة إلى الأمام مقارنة بنفسي خلال الأعوام السابقة، وهذه الخطوات وإن كانت مبنية على حافز سلبي إلا أنها تساهم في تقديم حلول واضحة للمنافسة مع الذات بشكل أكبر.

شكراً لله.
شكراً لنفسي غير المتصالحة مع إثراء.
شكراً لإثراء.

السبت، 25 يونيو 2022

مبدأ الاستحقاق

 تستهويني الشخصيات القوية، الشخصيات الواثقة والمعتدة بنفسها.
التي لا تسقط سريعاً، ولا تمثّل دور الضحية أبداً.
لا تخضع لفرد، ولا تخنع لمنصب ولا تتملق أحد.
متمركزة بذاتها، منطلقة من دوافع داخلية لا حوافز خارجية، واثقة بنقاط قوتها ولا يعنيها أي رأي آخر.
حالة من تلك النرجسية التي تجسّد معنى الاستحقاق، مبدأ التفرّد والتفوّق على الأقران.

يقال بأن النرجسية هي تسمية من الميثولوجيا الإغريقية.
ونرجسية بطلها هو نرسيس الذي رأى ذات يوم خيال وجهه على صفحة الماء، فهام عشقاً بذاته، واضطربت أحواله، وأرهقه العياء، حتى مات!
ضمن مقال قرأته لصحيفة الإمارات اليوم تقول بأن صدام حسين لم يكن اجتماعياً منذ صغره، وكان صديقه الوحيد حصاناً، وعندما مات الحصان تعرّض صدام حسين إلى شلل في يده استمر لمدة 10 أيام، عجز بعدها عن تكوين صداقات مما ساهم بشخصيته النرجسية وقوته في ترهيب أجهزة الدولة.


أنا مع النرجسية المعززة لمبدأ الاستحقاق، لحب الذات دون التعرّض للغير أو التقليل من شأنهم.
هتلر النازي بطبعه اللامبالي والديكتاتوري بشخصيته احتقر شعوب الأرض اللا-منتمية للعرق الآري؛ تجبّر وطغى في الأرض الفساد نتيجة اضطراب مزاجي وأنانية مقيتة.

ملك ملوك أفريقيا، عميد الحكام العرب، العقيد معمر القذافي رغم ديكتاتوريته إلا أن آخر كلماته كانت: حرام عليكم في استجداء واضح للخاتمة التي نالها.

آدم نومان (مؤسس شركة وي وورك) المؤثر والذي استطاع أن يقنع المستثمرين بالاستثمار معه إلى أن وصلت القيمة السوقية للشركة 47 مليار دولار والتي اعتبرت ثاني أكبر الشركات الناشئة قيمة بعد شركة أوبر.
يراهن
SoftBank ويستثمر مبلغ 6 مليار دولار ضمن أولى جولاته بناء على شخصية نومان وقدرته على الإقناع.
هذه القدرة لم تكن لتكتمل لولا اكتمال الأحجية؛ من خلال تصوراته الداخلية عن نفسه وغروره وتقليده للآخرين مثل ستيف جوبز سواء في اللباس أو المشي حافي القدمين دون حذاء.


إبراهيموفيتش؛ سلطان كرة القدم.
- في لقاء مباشر ومصور يسأل المذيع إبراهيموفيتش بأنه لا يقوم بتمرير الكرة بشكل جيد.
عادةً سيكون الرد التلقائي هو التبرير أو شرح الموقف عدا أن رده كان بأسئلة مباغتة:
هل تعرف كرة القدم أفضل مني؟
هل أنت صحفي أم مصور؟
إذا أنت صحفي، فلماذا تمسك بالكاميرا؟
ثم يختم اللقاء دون أن يسمع الجواب: شكراً لك.

- ضمن أحد تصريحاته يصرّح رايولا وكيل أعمال إبراهيموفيتش وعدد من اللاعبين: "صحيح أنني وكيل أعمال ماريو بالوتيلي، ولكنني أقولها واضحة، لو كان بالوتيلي يمتلك نفس عقلية زلاتان، لكان حقّق على الأقل بما يمتلكه من موهبة 4 كرات ذهبية"

غرور.
نرجسية.
تكبّر.
استعلاء.
هي مفردات تؤدي لنفس الهدف من الاستحقاق ونتيجة ثقة داخلية عالية لا تهتم غالباً بمشاعر الآخرين.
سواء اتفقنا أو اختلفنا ولكن هي شخصيات تعد على الأصابع من حيث إثباتها لكاريزما قوية تجسّد شخصية استثنائية وأما التصنّع فهي حالة من رغبة الوصول إلى تلك الشخصية التي بنيت في العقل اللاواعي ولا ضير ولكن تبقى على ذلك في حال لم تثبت إنها قادرة على التأثير والإقناع. 

الثلاثاء، 21 يونيو 2022

Authenticity

I am used to write an Arabic articles in my own blog for a long time. nothing particulars but that articles who taking about less feelings and much more logic, yet in the end i have to deliver a clear message that be good for the reader.

This time, I have decided to do something unusual to break the ice berg first while writing is my core business!
I’m listening to a Podcast called MO podcast and motivate me to write this down a spontaneous message and not to be that clever writer to show off.
this episode Number 59 with Suha Nowailaty  and they Chet-chat of almost everything in her privet live, career path and so on.
Suah was adorable with her accent and the most character that I have obsessed with is her personality, you know that person who talks without
exaggeration
and you listening her like you are sitting in the living room and no judgmental. Just authentic speech from heart to heart.

Be authentic is probably the keyword by Suha.
escape competition through authenticity, be yourself, don’t ever be copy of someone else. Mo Said

The question is why I am writing this for the moment?
It's not a coincidence for sure, I had an interview recently for a better opportunity and I wasn’t me at all. It was a guy who play a different role just to get it and still waiting if I was good enough or not. I punished myself so hard as a psychology term known as self-flagellation for not being me. Life is always goes on and definitely there’s ups and downs, sometimes works on sometimes not but at least you have an honest impression of you.

To sum up: Never ever try to impress too much, and one more thing i could say give a shit of anyone, being yourself is only the way to give an excellent impression than exaggeration or introduce a fake personal of you.

الاثنين، 20 يونيو 2022

صديقك من صدقك لا صدّقك

يعاتبني أحد الأصدقاء عن أحد خصالي غير الجيدة.
طبعي الأهوج وآلية تعاملي مع الآخرين وفق عاطفتي لا منطقي الواعي.
وهذه معضلة في حقيقة الأمر.
وهو صديق جيد بالمناسبة؛ من ينصحك، من يعاتبك، من يسعى لتصويبك وجعلك شخص أفضل على الدوام، حتى وإن لم يدرك جميع أبعاد المعضلة وتلك المشكلة التي أقبع بها منذ فترة ليست بالبسيطة.
طالما أن يستشعر المسؤولية لإسداء النصيحة فهو صديق مخلص قلّما نجده في هذه الفترة من تسارع الحياة وبناء العلاقات والتخلص منها سريعاً بناءً على المصلحة المترتبة والبحث عن بديل آخر وكأننا بذلك لا نتعامل مع شخصيات لنا حقوق وعلينا واجبات تجاهها بل مجرد أدوات على هيئة كائنات حية متى ما وجدت المنفعة والمصلحة تشبّثنا بها أو نتخلص منها كما نتخلص من أثاث متهالك.

لدي قناعة حتمية بأن معيار الصداقة الحقيقية تبنى على معيار أخروي ودنيوي.
الأخروي ففي قوله تعالى: "الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين
" وفي الحديث الشريف: "سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: ورجلان تحابا في الله، اجتمعا عليه، وتفرقا عليه"
وأما المعيار الدنيوي فهي بالأريحية.
بأن نكون على طبيعتنا دون تكلّف أو تصنّع.
لا نحتاج إلى وضع الاحتمالات أو التفكير بالطريقة التي تجعلنا نبدو أكثر ذكاءً وأقل حماقةً.
هي الصداقة التي نكون فيها في أبهى حالاتنا، بحماقاتنا ورعوناتنا.
ومتى ما اقتضت الحاجة بأن نجد أنفسنا مضطرين للتفكير في المآلات أو أن نرتدي قبعة الحكيم باستمرار فهذا مؤشر يهدد بانتهاء العلاقة – أي كانت مدتها – سنة واحدة أو سنوات عدة.

جميعنا ذاك الشخص الذي يسعى لتجاوز التراكمات القديمة، الاضطرابات التي تخنقه وهو كإنسان في هذه الحياة في حرب ضروس مع نفسه وهواه وشيطانه، سواء صرّح بها أم لم يصرّح.
إيماني التام بأن الصديق الحقيقي هو من يلتمس لك العذر في أسوء ظروفك وأمرّ صراعاتك النفسية؛ بأن تعلم يقيناً بأن الصديق ينبغي أن يتصرف على أقل تقدير من باب الصداقة في التصديق عدا ذلك فأسفي على كل صداقة لا ترعى من الصداقة إلا صفتها. يروى عن باب العلم سيدنا علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه قولته المشهورة: "صديقك من صدقك لا من صدّقك"

الرهان دوماً ليس على كم عدد الأصدقاء تمتلك بل في جودة تلك الصداقات عندك.
هو توفيق من الله بأن سخّر لك الصديق الذي لا أجد أعمق ولا أصدق من وصف الشافعي عنه:
إذا المـرء لا يرعـاك إلا تكلـفا
فدعـه ولا تكثـر عليـه التأسـفـا
ففي الناس أبدال وفي الترك راحة
وفي القلب صبر للحبيب ولـو جفا
فلا كل مـن تهـواه يهـواك قلبـه
ولا كل من صافيته لـك قـد صفا
إذا لم يكـن صفـو الـوداد طبيعـة
فلا خير فـي ود يجـيء تكلفــــا
ولا خير في خل يخون خليله
ويرميه من بعد المودة بالجفا
سلام على الدنيا إذا لم يكن بها
صديق صدوق صادق الوعد منصـفا

السبت، 18 يونيو 2022

الزواج ولا العزوبية

نشهد الآن صراع فكري محتدم في الأوساط المجتمعية حول أيهما تختار الزواج أم العزوبية؟!
ضمن تساؤل يبدو تهكمياً من حيث الضرورة واستكمال الجزء الآخر من الدين إلى أن عبثية تداول الموضوع في هكذا قرار مهم ومقدس يدعو للحيرة فعلاً.
ولا أدعي التخصص في هذا الشأن أو الزعم بأني فارس في هذا الميدان.
وهو حديث نفس وخاطرة قلب؛ ليس بالضرورة أن تكون ذات مغزى أو فائدة ولكن بالضرورة تشير إلى خطورة في المستقبل من التهاون في العواقب الوخيمة للتفكك العائلي، والترابط المجتمعي والانحلال الأخلاقي للأسرة والمجتمع. 
من جهة اللغط بين الفهم الشرعي والمدني للزواج.
من جهة القوامة وإثبات النفقة على الزوج والخلع والطلاق من الزوجة على أتفه الأسباب.
وبناءً على عشوائية اختيار شريك الحياة دون الأخذ بالاعتبار للمعايير النبوية والمعايير المبنية وفق الظروف الاقتصادية، الاجتماعية والفكرية الحالية، بالتالي فَقُد الزواج قدسيته ودوره السامي في تعزيز الشراكة وتنشئة جيل صالح لهم قيمتهم في المجتمع.

باعتقادي أن أهم معضلة للعزوف عن الزواج هو فقد قوامة الرجل من حيث معياري التفضيل والنفقة.
تمكين المرأة هو أمر لابد منه لكن عودة للشرع فهو يتضمن شروط وأحكام واضحة وأن الخلل الصريح في عمل المرأة دون الرجل لأي سبب كان هو الوقوع في مأزق القوامة التي تقع على الرجل دون المرأة، وأصبحت الندية معيار تفاضل مع تفوّق المرأة وعدم حاجتها للرجل وأصبح الأخير بين سندان الشرع في إثبات القوامة عبر النفقة والاحتفاظ براتبها تحسباً لأي طارئ ومطرقة المنطق في استمرارية القيام بواجباته مع تلمّس العذر لواجباتها من حيث أنها إمرأة عاملة، أنثى منتجة.
لا ضير في عمل المرأة ضمن الاتفاق على ماهو أصلح لهم في توزيع الأدوار ضمن نطاق التكليف سواء في المسؤوليات الخارجية كالنفقة أو المسؤوليات المنزلية والداخلية مثل الطبخ، الترتيب أو التنظيف والتربية.  

العزوبية قد تكون خياراً مثالياً للراغبين بالاستقلالية، العيش وفق نمط حياة حر؛ دون مسؤوليات والكثير من الحرية.
التمتّع بالتنوّع لا التقيّد بشخص، ولاسيما إن توفرت المادة للعيش بجودة عالية بأي الطرق المتاحة!
سمة العزوبية واحدة للذكر والأنثى.
ما جاء عن طريق القناعة والاختيار كالطلاق باتفاق الطرفين وبعد التشاور بخصوص مصلحة الأطفال أو التذاكي بوسائل الخلع والتنعّم بنفقات المخلوع على أمره، وقلت التذاكي لأنها ممارسة انتشرت في الآونة الأخيرة ليستفيد طرف دون الآخر، وأما ما ندر من تلك الحالات لسوء العشرة فهذا يخضع للمثل: آخر الدواء الكي.
أما الخيانة فهي لا تندرج ضمن التصنيف؛ فالخطأ لا يبرر مطلقاً.

يُعنى الزواج بالمقام الأول في حفظ النفس والفرج.
يُبنى على توفير الاحتياجات وتوزيع المسؤوليات.
الأرضيات المشتركة حتماً تساهم في تعزيز المودة والرحمة، في فهم الآخر من جوانب متعددة والالتقاء بمحاور تكمّل الآخر من ناحية جودة الاهتمامات وليس بمجرد التواصل لأجل التواصل وكسر حالة الجمود.
الوعي بين الشريكين يخلق ثقة عالية بينهم، يحقق التناغم والسعادة، يعزز الأهداف المشتركة، يقلل الخلافات وغيرها..

بزعمي أن جودة العلاقة تكمن في حضور الدهشة.
بالفضول المريب الذي يختلج عوالمنا المعتادة.
يحدث غالباً بأن نغوص في دواخلنا ونمارس اهتماماتنا بشكل فردي أو مع من يشاطرنا التفكير، لكن ماذا لو كان هذا الذي يشاطرنا العالم هو شريك الحياة؛ لاسيما عندما يفعله بحب وبرغبة ودون تكلّف؟!
ما حجم الفائدة التي سأجنيها عندما أتعلّم أساسيات المكياج؟ أو الفرق بين مصممي الأزياء إيلي صعب أو زهير مراد وهم رجال برزوا في هذا الجانب أكثر من النساء أنفسهم؟!
ماذا عن طريقة طبخ اللازانيا الإيطالية أو طبخة شعبية؟
على الجانب الآخر ..
ماذا لو تحدثت عن دي بوفوار الناشطة الاجتماعية وزوجها العدمي سارتر؟
لعنة الحداثة والدولة الحديثة وتأصيلها للماديات والرأسمالية؟
هذه سيل من فيض من الأمثلة وهلمّ جراً ..  

يتحدث الفيزيائي الحالم ستيفن هويكنج الذي أخبره الأطباء بعد إجرائه الفحوصات الطبية إثر مرضه بتصلب 
الجانب الضموري بأنه سيعيش سنتين، بل ثلاث إلى حد أقصى!
عدا أن ما جعله عظيماً، مساعداً لبقائه على قيد الإبداع لا الحياة والذي انتشله من الهم الذي وقع فيه
هو حب جين وايلد الأكاديمية والكاتبة التي أحبته رغم مرضه؛ أحبته لضحكته العريضة، عيناه الرماديتان الغريبتان وحس دعابته.
تقول عنه: قررت أن أنصف قلباً لمحت عيناه في حفل رقص في أكسفورد!
يقول عنها: كانت سبباً أعيش من أجله
.
كيف لفتاة تمتلك من الطموح أعلاه ومن القدرات أفضلها لنيل أعلى المراتب ومع ذلك تؤخر نجاحاتها عبر الارتباط بفتى مريض؟!

الزواج واجب للفرد الواعي.
ويجب أن يختار أحدهما شريك حياته بعناية فائقة.
لأن المنطق في هذه الحالة؛ أن تتأخر خير لك من استحضار الندم مستقبلاً.
والله الموفق عاجلاً أو آجلاً طالما وجدت النية والسعي.
وكما ورد في الحديث: "ثلاثةٌ حقٌّ على اللهِ عزَّ وجلَّ عونُهم؛ والنَّاكحُ الذي يريدُ العفافَ
"

الجمعة، 17 يونيو 2022

احتساب الصبر

 أشعر بأن الأمور أصبحت لا تسير ضمن الخطة التي عزمت السير عليها عبر خارطة الطريق الواضحة.
هي بطبيعة الحال أقدار الله في التيسير أو التعسير.
ولكن ما أخشاه هو بأن أفقد عزيمتي وصبري.
بأن أصبح متخاذلاً إلى تلك الدرجة من التبلّد.
كردة فعل غير واعية وغير حكيمة.
أشعر بأني منهك فعلاً، وكأن الحلول التي أمامي قد نفدت.

أنا واقع ضمن مأزق الإصرار والعزيمة بهدف تحقيقه وبين التقاعس والتوقف.
أميل كثيراً إلى البحث عن حلول أخرى.
عن اقتراحات بديلة لعلها تكون الأكثر خيرة من تلك التي أنوي الوصول إليها.
الأمور لا تسير بصفي هذه المرة.
استخرت الله بطبيعة الحال، ولم استشر أحداً.
فعلت ذلك مراراً – أي فعل الاستشارة – ولم أصبو على شيء سوى حلول مستهلكة سبق أن فكرت بها ولكن الجميع ينصح، الكل يرتدي قبعة الحكيم ويرى الأمر من زاوية نظره لا بالنظرة الكلية وفقاً لمعطياتي وظروفي الراهنة.

الأمر مرهق بالنسبة لي.
إلى الحد الذي يصيبني باكتئاب مزمن.
لا أستطيع أن أتخذ قراراً مصيرياً سوى أن أصبر أكثر.
وفي نفس الوقت؛ بأن أبحث عن حلول أخرى لإرضاء الضمير فحسب.
لأن تكون حجتي أمام الله في بذلي الأسباب ضمن ما هو متاح لي من الخيارات.
أتمنى ألا أسقط.
ألا أسأم.
ألا اعترض فأكون من خاسري الدنيا والآخرة.

يارب فألهمني التوفيق والخيرة.
فأنا عاجز.