يتفرّد الشاعر أحمد مطر ضمن أحد قصائده يقول فيها:
وضعوني في إناء
ثم قالوا لي: تأقلم
وأنا لست بماء
أنا من طين السماء
وإذا ضاق إنائي بنموّي ..
يتحطّم!
هي صعوبة التأقلم.
هي لعنة التكيّف مع الواقع والمعطيات.
في نفس السياق يعبّر درويش فكرته أو يبرّر وجهة نظره لمأزق التأقلم بقصيدته
"لا شيء يعجبني"
والتي تجد امتعاض المسافرين؛ جميعهم دون استثناء.
حتى يختم القصيدة أحدهم:
أما انا فأقول:
أنزلني هنا
(المحطة) أنا مثلهم لا شيء يعجبني
ولكن تعبت
من السفر..
يريد درويش بعد طول تأمّل أن يصل إلى قناعة بأن الكل يائس، بائس من كل شيء
ولكنك في نهاية المطاف ستجد نفسك لا محالة قد تعبت فتأقلم.
الأمر باعتقادي يزداد خطورة مع الوقت.
لا أعني بوجوب التأقلم ولكن في المقاومة الداخلية التي تحدث معك.
هي معركة قائمة على العقل.
هو صراع بسبب الناس والمجتمع.
وغالباً الفكرة التي أجدها مناسبة لك هي بأن تحاول التكيّف مع وحدتك، التأقلم مع
ذاتك.
من الآن؛ من هذه اللحظة.
حاول بأن تنظر الأمور من زاوية مختلفة.
هو الشعور الضيّق في بدايته ولكنه الحُرُّ في منتهاه.
بأن تصادق أفكارك على حقيقتها؛ الصالحة والطالحة منهما.
بأن لا تجلد ذاتك، لا تحاربها ولا تصارعها أبداً.
دع الحياة تسير كما هي فحسب؛ لا تقاوم.
فأنت عابر سبيل.
لا تجبر نفسك على التأقلم ولكن جامل أو اجبر الخواطر أو ارحل واكتفي عند هذا الحد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق