الاثنين، 27 يونيو 2022

إثراء

 في كل مرة أشاهد الحفل الختامي لمسابقة أقرأ في إثراء إلا أجد نفسي مدفوعاً للكتابة ولكن بغضب. كطفل أراد الانتقام أو ربما التعبير عن نفسه بتعبير أدق.
تشير الساعة الآن إلى الخامسة صباحاً حيث شاهدت البث المعاد للحفل من على منصة اليوتوب، هو حفل بنهاية المطاف يتوّج فيه القرّاء المشاركين وتحتفي بهم عوائلهم أمام لجنة التحكيم، المحبين من الداعمين والحضور إلا أنا حيث أقف موقفاً محايداً مرتدياً قبعة الغبطة لا الحسد، كذلك لا موقف المتفرّج فحسب.

هي تجربة في حقيقة الأمر لم تنجح.
حاولت فعلاً أن أجسّد هذا الدور من القارئ الذكي.
ضمن محاولة مستميتة لنيل الفرصة الأولى من نسخة البرنامج الأولى في عام 2013 ولم أنجح.
على الرغم من عمق التجربة التي خلّدتها في نفسي ولكنها قبعت في داخلي دون أن أعي عدم سبب ترشيحي وأدركت فيما بعد للسبب الخارج عن إرادتي والذي بمجرد معرفته انزاح معه جميع الأوهام ومعظم الأفكار السلبية التي تصرّح بالإخفاق.

كانت تجربتي مع كتاب حياة في الإدارة للدكتور الأديب غازي القصيبي.
كنت ولازلت مفتوناً بهذا الكتاب، مولعاً بهذه الشخصية الاستثنائية.
حاولت باجتهاد أن ألخّص الكتاب بعظيم تجاربه وسيرته الذاتية في اثنتي عشرة صفحة فقط!
اثنتا عشر صفحة من أصل مائتي وثلاثٌ وسبعين صفحة من مجمل الصفحات على ما أعتقد.
لازلت على نفس قناعتي بأن السيرة الذاتية يمكن أن تلّخص بعكس الأعمال الأدبية أو الروائية كما هو الحال مع تعاطينا للحياة الواقعية حيث نقدم سيرتنا الذاتية في صفحات رغم عظم تجاربنا العملية، الصعوبات العلمية، التحديات غير المرئية وقصص النجاح والإخفاقات غير المروية في صفحتين على أكثر تقدير فقط. بينما من الصعوبة أن أجتزئ أحداث رواية عالمية مثل آنا كارنينا لتوليستوي أو اسمي أحمر لأورهان باموق أو حتى لرواية محلية كشقة الحرية لغازي القصيبي وهلم جرا.

هذا الغضب الذي يحدث في كل عام، ومع نهاية كل دورة سنوية لذات المناسبة؛ أشعر كذلك بعظيم الامتنان، بوافر التقدير والاحترام كونها تحفّزني على المضي قدماً، على أن أتقدّم خطوة إلى الأمام مقارنة بنفسي خلال الأعوام السابقة، وهذه الخطوات وإن كانت مبنية على حافز سلبي إلا أنها تساهم في تقديم حلول واضحة للمنافسة مع الذات بشكل أكبر.

شكراً لله.
شكراً لنفسي غير المتصالحة مع إثراء.
شكراً لإثراء.

ليست هناك تعليقات: