يعاتبني أحد الأصدقاء
عن أحد خصالي غير الجيدة.
طبعي الأهوج وآلية تعاملي مع الآخرين وفق عاطفتي لا منطقي الواعي.
وهذه معضلة في حقيقة الأمر.
وهو صديق جيد بالمناسبة؛ من ينصحك، من يعاتبك، من يسعى لتصويبك وجعلك شخص أفضل على الدوام، حتى وإن لم يدرك جميع أبعاد المعضلة وتلك المشكلة التي أقبع بها منذ فترة ليست بالبسيطة.
طالما أن يستشعر المسؤولية لإسداء النصيحة فهو صديق مخلص قلّما نجده في هذه الفترة من تسارع الحياة وبناء العلاقات والتخلص منها سريعاً بناءً على المصلحة المترتبة والبحث عن بديل آخر وكأننا بذلك لا نتعامل مع شخصيات لنا حقوق وعلينا واجبات تجاهها بل مجرد أدوات على هيئة كائنات حية متى ما وجدت المنفعة والمصلحة تشبّثنا بها أو نتخلص منها كما نتخلص من أثاث متهالك.
لدي قناعة حتمية بأن معيار الصداقة الحقيقية تبنى على معيار أخروي ودنيوي.
الأخروي ففي قوله تعالى: "الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين" وفي الحديث الشريف: "سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: ورجلان تحابا في الله، اجتمعا عليه، وتفرقا عليه"
وأما المعيار الدنيوي فهي بالأريحية.
بأن نكون على طبيعتنا دون تكلّف أو تصنّع.
لا نحتاج إلى وضع الاحتمالات أو التفكير بالطريقة التي تجعلنا نبدو أكثر ذكاءً وأقل حماقةً.
هي الصداقة التي نكون فيها في أبهى حالاتنا، بحماقاتنا ورعوناتنا.
ومتى ما اقتضت الحاجة بأن نجد أنفسنا مضطرين للتفكير في المآلات أو أن نرتدي قبعة الحكيم باستمرار فهذا مؤشر يهدد بانتهاء العلاقة – أي كانت مدتها – سنة واحدة أو سنوات عدة.
جميعنا ذاك الشخص الذي يسعى لتجاوز التراكمات القديمة، الاضطرابات التي تخنقه وهو كإنسان في هذه الحياة في حرب ضروس مع نفسه وهواه وشيطانه، سواء صرّح بها أم لم يصرّح.
إيماني التام بأن الصديق الحقيقي هو من يلتمس لك العذر في أسوء ظروفك وأمرّ صراعاتك النفسية؛ بأن تعلم يقيناً بأن الصديق ينبغي أن يتصرف على أقل تقدير من باب الصداقة في التصديق عدا ذلك فأسفي على كل صداقة لا ترعى من الصداقة إلا صفتها. يروى عن باب العلم سيدنا علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه قولته المشهورة: "صديقك من صدقك لا من صدّقك"
الرهان دوماً ليس على كم عدد الأصدقاء تمتلك بل في جودة تلك الصداقات عندك.
هو توفيق من الله بأن سخّر لك الصديق الذي لا أجد أعمق ولا أصدق من وصف الشافعي عنه:
إذا المـرء لا يرعـاك إلا تكلـفا
فدعـه ولا تكثـر عليـه التأسـفـا
ففي الناس أبدال وفي الترك راحة
وفي القلب صبر للحبيب ولـو جفا
فلا كل مـن تهـواه يهـواك قلبـه
ولا كل من صافيته لـك قـد صفا
إذا لم يكـن صفـو الـوداد طبيعـة
فلا خير فـي ود يجـيء تكلفــــا
ولا خير في خل يخون خليله
ويرميه من بعد المودة بالجفا
سلام على الدنيا إذا لم يكن بها
صديق صدوق صادق الوعد منصـفا
طبعي الأهوج وآلية تعاملي مع الآخرين وفق عاطفتي لا منطقي الواعي.
وهذه معضلة في حقيقة الأمر.
وهو صديق جيد بالمناسبة؛ من ينصحك، من يعاتبك، من يسعى لتصويبك وجعلك شخص أفضل على الدوام، حتى وإن لم يدرك جميع أبعاد المعضلة وتلك المشكلة التي أقبع بها منذ فترة ليست بالبسيطة.
طالما أن يستشعر المسؤولية لإسداء النصيحة فهو صديق مخلص قلّما نجده في هذه الفترة من تسارع الحياة وبناء العلاقات والتخلص منها سريعاً بناءً على المصلحة المترتبة والبحث عن بديل آخر وكأننا بذلك لا نتعامل مع شخصيات لنا حقوق وعلينا واجبات تجاهها بل مجرد أدوات على هيئة كائنات حية متى ما وجدت المنفعة والمصلحة تشبّثنا بها أو نتخلص منها كما نتخلص من أثاث متهالك.
لدي قناعة حتمية بأن معيار الصداقة الحقيقية تبنى على معيار أخروي ودنيوي.
الأخروي ففي قوله تعالى: "الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين" وفي الحديث الشريف: "سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: ورجلان تحابا في الله، اجتمعا عليه، وتفرقا عليه"
وأما المعيار الدنيوي فهي بالأريحية.
بأن نكون على طبيعتنا دون تكلّف أو تصنّع.
لا نحتاج إلى وضع الاحتمالات أو التفكير بالطريقة التي تجعلنا نبدو أكثر ذكاءً وأقل حماقةً.
هي الصداقة التي نكون فيها في أبهى حالاتنا، بحماقاتنا ورعوناتنا.
ومتى ما اقتضت الحاجة بأن نجد أنفسنا مضطرين للتفكير في المآلات أو أن نرتدي قبعة الحكيم باستمرار فهذا مؤشر يهدد بانتهاء العلاقة – أي كانت مدتها – سنة واحدة أو سنوات عدة.
جميعنا ذاك الشخص الذي يسعى لتجاوز التراكمات القديمة، الاضطرابات التي تخنقه وهو كإنسان في هذه الحياة في حرب ضروس مع نفسه وهواه وشيطانه، سواء صرّح بها أم لم يصرّح.
إيماني التام بأن الصديق الحقيقي هو من يلتمس لك العذر في أسوء ظروفك وأمرّ صراعاتك النفسية؛ بأن تعلم يقيناً بأن الصديق ينبغي أن يتصرف على أقل تقدير من باب الصداقة في التصديق عدا ذلك فأسفي على كل صداقة لا ترعى من الصداقة إلا صفتها. يروى عن باب العلم سيدنا علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه قولته المشهورة: "صديقك من صدقك لا من صدّقك"
الرهان دوماً ليس على كم عدد الأصدقاء تمتلك بل في جودة تلك الصداقات عندك.
هو توفيق من الله بأن سخّر لك الصديق الذي لا أجد أعمق ولا أصدق من وصف الشافعي عنه:
إذا المـرء لا يرعـاك إلا تكلـفا
فدعـه ولا تكثـر عليـه التأسـفـا
ففي الناس أبدال وفي الترك راحة
وفي القلب صبر للحبيب ولـو جفا
فلا كل مـن تهـواه يهـواك قلبـه
ولا كل من صافيته لـك قـد صفا
إذا لم يكـن صفـو الـوداد طبيعـة
فلا خير فـي ود يجـيء تكلفــــا
ولا خير في خل يخون خليله
ويرميه من بعد المودة بالجفا
سلام على الدنيا إذا لم يكن بها
صديق صدوق صادق الوعد منصـفا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق