أكتب لنفسي رسالة.
أعتقد بأنها من ضمن أصدق الرسائل التي أكتبها لنفسي منذ فترة طويلة.
عن مشاعري التي فقدت بريقها، وهجي الذي اعتدته.
تألقي مع تحديات الحياة والتفاعل مع ظروفها.
أصبحت أكثر انعزالاً، انزواءً عن الآخرين.
أكثر خوفاً لاتخاذ قرارات شجاعة.
حتى اهتماماتي أصبحت أكثر بلادة.
لم أعد اقرأ بنهم.
لم أعد أكتب بحب.
أنا فعلاً افتقد الحب.
شاهدتُ بالأمس.
فيلماً تركياً ذو رسالة هادفة لكنه أيضاً كوميدياً من الدرجة الأولى.
عن (عزيز) الأعرج، غير القادرعلى تحمل مسؤوليته بنفسه.
وهو يرى أخوانه الخمسة يتزوجون واحداً تلو الآخر، والمفارقة العجيبة بأن فتيات
القرية ولابد وأن يكون بهما عيب ما.
عيب ظاهر بطبيعة الحال.
أحدهما حولاء، الأخرى بأسنان معطوبة وهكذا..
عزيز في نهاية المطاف يرتبط بفتاة من قرية أخرى.
فتاة يحلم بها أخوانه الخمسة.
ويحدث أن تحصل تلك المنابزات، المضايقات من أخوانه والزوجات نتيجة الغيرة. فبدلاً
من أن تحدث بينهما المشاكل. اضطرا للرحيل عن القرية.
تركا كل شيئاً خلفهما ورحلا.
بعد 7 سنوات.
يعود عزيز ومعه طفل وطفلة وزوجته الجميلة الصابرة.
يعود عزيز بحلّة جديدة، وبشكل آخر.
عزيز غير عاجز كما كان في السابق.
وينتهي الفيلم بنهاية سعيدة، وعبارة أصيلة.
يسأله أهل القرية: هل أجريت عملية جراحية؟
ويجيب: لا. لقد وقعت في حب زوجتي!
بالمناسبة أحداث هذه القصة حقيقية.
أفكّر الآن بعد أن هدأت ثورة أفكاري.
بأن الحب بطريقة مباشرة ينتشلنا من شخصياتنا المظلمة.
يعزّز فينا الثقة.
ينير لنا الطريق، والحياة.
مهما بدت معالم الحب غير متقينة.
من التردد عن كلمة أحبك وأثرها على النفس والجسد.
إلى الاعتيادـ.
إلى اليوم الناقص دون أن نسمعها فضلاً عن أن نعيشها.
قد تبدو هذه النظرة أقرب إلى العودة لمرحلة المراهقة؛ مرحلة أن نتعاطى الحب ثم
نكتفي عند القدر المعين من الإشباع العاطفي.
الحب واحد.
من الطفولة إلى الشيخوخة.
والحب ضرورة في مطلق الأحوال وجميع المراحل عدا أن الفرق عند الإنسان الواعي هو في
آلية التعبير عن الحب.
في الذكاء الذي نمارسه أثناء تداولنا للحب بما يتناسب مع احتياجنا له وملائمته مع
الحبيب.
من القبلة للاحتضان.
من مهارة الانتقال للسمع العابر إلى الاستماع المحب.
في النظرات الصامتة؛ الحب بلغة العين.
في الحب لا قيود:
كل مبادرة طيبة هو تعبير للحب.
كل تنازل مبني عن طيب خاطر هو تعبير آخر للحب.
التعبيرات كثيرة.
التعبيرات لا تنتهي.
الحب حاجة واحتياج لا يتأتى العيش دونه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق